Skip to main content

المرأة والثورة


  ما هو دور المرأة في الربيع العربي، ما بعد الثورة، في الثورات القائمة، والاخرى التي على الأبواب؟ 
  سؤال يثير الجدل. ينتقده الكثيرون، وأكثرهن نساء

 "شو يعني دور المرأة! دورها مثل دور الرجل."
  "النساء وقفن إلى جانب الرجال في اطاحة الأنظمة المستبدة وسوف يقمن بنفس الدور لإطاحة ما تبقى منهم." 

  تمام .... لا جدال: من ثوره المغرب وتونس إلى مصر، لم تخلو الصور من وجوه النساء ... مثل ما لم تخلو ثورة إيران من وجوههن ... أما بعدها، فتنقبت وجوههن      
  وأسكتت أصواتهن.  

  في مصرشاركت النساء في إسقاط مبارك، ولكن هل شاركن في تعديل الدستور؟
  لا، فلامكان للاناث حول الطاولة، إلا إن أطلن اللحى. أماحزب الحرية والعدالة الحاكم، فلا يخلو من القيادات النسائية، وهن من أمثال صباح السقارى، التي دعت بتعديل  
  سن زواج الفتيات من 18 سنة إلى ما قد يصل إلى 9 سنوات--للحفاظ عليهن من الإنحراف

  "ممتاز... بقول زوجوهم وهمه في بطون أمهاتهم أحسن- إحتياط"

  منذ الثورة في مصر، والمتحرشون فى إزدياد ، وكثيرا ما تحمل الفتيات مسؤلية تعرضهن للتحرشنجح ممثلو القوى السياسية مبدئيا على إلغاء مادة المساواة بين الرجل 
  والمرأةوقرارات مثل تلك في كلية الطب بجامعة المنصورة، والتي تقضي بالفصل بين الطلاب والطالبات، فقد لا تكون إلا الخطوة الاولى في تعميم هذا فى مختلف أنحاء 
  البلاد

  "أنا بقول أحسن نمنع النساء من التعليم بالمرة، مثل اخوانا الطالبان"  

  وفي هذه الأثناء، في ربيع الاردن، وعلى عتبة الانتخابات:
  إنخفضت نسبة النساء في الحكومة إلى الصفر. المناهج المدرسيه وضعت والدة رباب في الحجاب، وفي أسبوع واحد بعد عيد الأضحى، تم قتل أربع فتيات بذريعة 
  الشرف.أما في المخيمات، فهناك تزايد في حالات الإعتداء على الطالبات  من قبل شباب يقفزون فوق اسور المدراس. والحل؟ سوف يرفعون الأسوار.

  "طب مش نتقصى الأسباب؟"  

  "ليش أيام أهلي كانت البنت إبتقدر تطلع على الشارع لابسه نص تنورة، وهلاء ما بتخلص الوحده من التحرش حتى لو لابسه حجاب، في الشارع وفي الجامعات؟"
  "لأن الكبت الجنسي في إزدياد ... والولد إللى ما بشوف غير كعب أمه رح ينجن لما يشوف ذراع."

  المد السلفي سوف يضاهي ساندي في نتائجه. هذا ونحن لسنا في ثورة، ولم "تتأخون" بعد الحكومة والبرلمان.

  المشكلة ليست الثورة، والمشكلة ليست الدعوة للتعديلات ... المشكلة أننا في هذه المرحلة، ونحن نحارب ضد الأنظمة المستبدة، والفقر والفساد، فإننا نضع حقوق النساء في  
  أسفل القائمة، فهي ليست أولويات ... لنقف الآن لتغيير النظام أوتعديله، وبعدها نركز جهودنا على حقوقنا، إن كانت في إعطاء الجنسيه لأولادنا وبناتنا أو إلغاء قانون 
  الاغتصاب .... ولكن، هل سيكون لنا مكان حول الطاولة؟ 

  في العديد من الدول العربية، وللأسف، الرأي العام ينظر إلى الليبراليه، والتفتح، والعلمانيه، وتحرر المرأة، كعلامات النظام الفاسد. حقوق المرأه غالبا مربوطة بمبادرات 
  ناتجة عن الطبقة الحاكمة، من زوجة محمدالخامس، إلى زوجة بشار الأسد وحسني مبارك، وغيرهن. مع سقوط الأنظمة، يتم الهجوم على هكذا مبادرات. نساء القصور 
  يرتدين الموضة "مفرعات" بينما الأغلبية العظما في البلاد العربيه "إمغطيات" - ما كان هذا الحال في الخمسينات أو الثمانينات. أما المجتمعات الفقيرة والمحافظة، فتغذيها 
  الجماعات الدينيه، تبني الجوامع وتوزع المعونات، وتدعو لتطبيق الشريعة، ومنع المرأة من السفر بدون محرم، وتقنع النساء أن هذا يعظم من قدرهن.

  أما الأزهر، فيحسم أن الحجاب عادة وليس فريضة ... وتنهمر عليهم الاتهامات. لو صدر عن الأزهر فتوى بختان البنات، لكان كل بيت وضع بناته على طاولة الجزار

  الدين ليس المشكلة. المشكل هو المجتمع الذكوري الذي كان قبل الاسلام، ولم يخمد .. لبس عمامة التدين وحمل راية الاسلام لفرض قمعه ... الدين ليس المشكلة،  بل 
  التطرف الذي لبس ثوب الدين، داعيا ومروجا بأن صوت المرأه ووجهها عورة، وان الذكر وحده هو الرب: رب المنزل، رب الاسرة، رب العشيرة والقبيلة ... إلخ       
  الثورات لم تخلق التطرف، ولكن، التطرف يستغل الثورات والأنقلابات لينشر مبادئه بين الناس، وعندما يصل لمناله، يرينا أنيابه

  فنعود للسؤال: ما هو دور المرأة في الربيع العربي، ما بعد الثورة، في الثورات القائمة، والاخرى التي على الأبواب؟ 

Article published on 11/11/2012 on www.7iber.com

Comments

Popular posts from this blog

Fire

The wind doth deceive me and your voice I hear in the tree shrubs Possessed am I with your eyes They pierce my womb and into earth's core I fall to your embrace عشقٌ وجنون Smile to me For you I set my eyes on fire With the lashes of your eyes Hide me in the wallpaper So I can stay near you Unseen

Lessons from Nature

The lessons that mother nature tells us are boundless. Endless. In the most simple ways, she gives us clues to living. In a storm, you don't have to worry about trees that move with the wind like the pine, it's the ones that are completely solid that could fall. Moving with the wind verses being stiff: Adapting, going with, accepting, letting go, empathising, accommodating, flexible. These trees stay rooted. You know the feeling - of trying to stay standing against all odds until you fall on your face. Literally in my case: When I was a little girl, I had the habit of falling unconscious. When I went with it, my body would collapse gently onto the floor. When I'd try to resist, I'd fall flat like a board and scar my face. The fainting was sometimes caused by sunstroke, or the burning lights of the TV studio. I do not take well to heat, in spite of my middle eastern blood. I sometimes brought fainting onto myself - without intent. I was a bit of a  shayt

In search for a pseudonym... I stumble upon Wilders' Fitna.

Fitna.  Is an Arabic word that is most commonly translated as ‘strife.’   It could also mean 'enchantment' and even 'sin.'    In its essence, it means: To make something appear differently than its nature.   In the Quran, we are told that Moses ‘fatan’ the ropes and so they appeared as snakes. Wikipedia does a good job at dissecting the word linguistically, so why recreate the wheel.   I would however like to point here to the original meaning of the verb ‘fatana’ and that is: to burn.   Adding to Wiki that it could thus be seen as an alchemical word… the burning of metal to distinguish the gold.   Seeing through falsehood and finding the truth.     Fitna is one of the many words that has been hijacked by the modern language.   If words were to rebel, Fitna would stand in the frontlines. But in spite of the negative association of the word – or perhaps as a result of – Fitna is also a woman’s name (amongst certain groups like the Bedouins.)   In that ins